شهدت الأسواق العالمية تحولًا مفاجئًا وغير متوقع مع نجاح الروبل الروسي في التفوق على التوقعات، ليتربع على عرش العملات الأفضل أداءً خلال العام 2025. هذا النجاح جاء في سياق تقلبات اقتصادية دولية أثرت على العملات الكبرى مثل الدولار واليورو. تُظهر الأرقام أن الروبل، رغم العقوبات الاقتصادية الغربية، تمكن من فرض نفسه كواحد من الأصول الأكثر جذبًا للمستثمرين.
الروبل الروسي: ما سر القوة غير المتوقعة؟
مقال مقترح صدمة كبيرة: أبوتريكة يوجه رسالة قوية لمصطفى محمد ويكشف عن عيبه الوحيد
في ظل عقوبات غربية تجاوزت 19 ألف قرار، أثارت صلابة الروبل دهشة المحللين، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 34% أمام الدولار منذ بداية العام. البنك المركزي الروسي عمد إلى سياسات مالية حازمة تضمنت رفع أسعار الفائدة إلى 21%، مما زاد من جاذبية الروبل في أسواق المال. بالإضافة إلى ذلك، فرضت روسيا قيودًا على الواردات ودفعت نحو تعزيز الاعتماد على العملة المحلية. سياسة إلزام المصدرين ببيع حصة من عائداتهم بالعملات الأجنبية دعمت العملة الوطنية وساهمت في استقرار الاقتصاد الروسي.
السياسات الأميركية وتأثيرها على الأصول الروسية
مقال مقترح إطلالة ساحرة: كارولين عزمي تتألق وتخطف الأنظار في أحدث جلسة تصوير
تراجع الدولار الأميركي خلال الأشهر الستة الماضية أتاح للروبل فرصة تعزيز مكانته كعملة عالمية. تقلبات السياسات الأميركية، والتي أثرت على ثقة المستثمرين في سندات الخزانة والأصول الأميركية، صبت في مصلحة الروبل. المحللون يشيرون إلى أن إشارات التقارب بين موسكو وواشنطن، خاصة بعد انتخاب دونالد ترامب، زادت من إقبال المستثمرين على الأصول الروسية. تصريحات ترامب حول إمكانية رفع العقوبات عن روسيا أو تخفيفها بشكل جزئي لقيت ردود فعل متباينة، حيث يرى البعض فيها فرصة لتحسن العلاقات الاقتصادية.
هل يؤثر تخفيف العقوبات على قوة الروبل؟
تابع أيضاً مفاجآت كبرى: تشكيل برشلونة المتوقع أمام مايوركا يثير التساؤلات
حسب الخبراء، إزاحة بعض العقوبات الاقتصادية قد تضيف مزيدًا من الزخم للروبل، إلا أن الاقتصاد الروسي بالفعل تمكن من إدارة تأثير تلك العقوبات بحكمة. التعاون المتزايد بين موسكو وبكين يُعد جدارًا استراتيجيًا في وجه الضغوط الأميركية، حيث وصلت العلاقات بين البلدين إلى واحدة من أقوى حالاتها. على النقيض، تعيش أوروبا حالة من القلق حيال أي تسوية محتملة، إذ أن استمرارها بدعم أوكرانيا يستنزف مواردها بشكل كبير. وبالتالي، أي محادثات سلام قد تُجريها واشنطن مع موسكو قد تكون لها تداعيات عميقة على الاقتصاد الأوروبي.
في ظل هذا المشهد، يجدر بالمتابعين مراقبة تطورات العلاقات بين القوى العالمية ومدى تأثيرها على الأسواق المالية في الأعوام القادمة.