كنز ثمين: الذهب يسجل مستويات قياسية ويحكم قبضته على الأسواق محليًا وعالميًا

شهدت أسعار الذهب قفزات تاريخية خلال التعاملات الأخيرة، سواء في الأسواق المحلية أو العالمية، مع ازدياد تذبذب الاقتصاد العالمي وضعف الدولار الأمريكي. التقرير يأتي في وقت يشهد فيه المستثمرون حالة من القلق؛ نتيجة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى المخاوف بخصوص تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي؛ مما جعل الذهب ملاذًا آمنًا للاستثمار.

الذهب يحقق أرقامًا قياسية في الأسواق المحلية

أعلن المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” أن أسعار الذهب حققت ارتفاعًا كبيرًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 4875 جنيهًا، بزيادة قدرها 90 جنيهًا عن تعاملات بداية الأسبوع. بينما شهد الجرام عيار 24 أعلى معدلاته بقيمة 5572 جنيهًا، تلاه الجرام عيار 18 الذي حقق 4179 جنيهًا. ولا شك أن هذه الزيادة جاءت بعد الارتفاع القياسي في سعر الأوقية عالميًا حيث وصلت إلى 3405 دولارات؛ وهو ما انعكس على أسواق الذهب محليًا ودفع المستثمرين للإقبال على المعدن الأصفر.

عوامل تدفع أسعار الذهب للارتفاع عالميًا

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا بنسبة 2.7% خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بعدة عوامل؛ أبرزها ضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى بسبب السياسات الاقتصادية المُربكة، وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. كذلك، فإن التهديدات التي تواجه استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وقراراته أسهمت في هبوط العملة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها خلال ثلاث سنوات. وقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم رضاه بابتعاد الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة؛ ما أضعف ثقة المستثمرين بالدولار. ولذا سجلت الأوقية، خلال أسبوع، زيادة بلغت 78 دولارًا، في ظل تصاعد الطلب العالمي على الذهب.

الذهب كملاذ آمن وسط التقلبات الاقتصادية

تمثل القفزات الأخيرة في أسعار الذهب مؤشرًا على تزايد الاعتماد على المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات. ومع ارتفاع معدلات التضخم عالميًا وتزايد التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، أصبح من الصعب التنبؤ بحالة الاقتصاد الكلي؛ ما دفع الإنفاق باتجاه الذهب كاستثمار طويل الأجل. وأظهرت بيانات منصة “آي صاغة” أن الذهب ارتفع محليًا بنسبة 30% منذ بداية العام، حيث بدأ جرام عيار 21 عند 3740 جنيهًا ليختتم الأسبوع الماضي عند 4875 جنيهًا؛ بينما ارتفع سعر الأوقية عالميًا بنفس النسبة تقريبًا لتصل إلى 3405 دولارات.

وبالتالي، فإن مراقبة البيانات الاقتصادية العالمية، مثل مؤشرات مديري المشتريات وتصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي، ستظل أساسية لمعرفة اتجاه أسعار الذهب في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top