اشتباك ناري: حي القدم يكشف فصيلاً يسعى لإسقاط الشرع

التوتر الأمني الذي شهده حي القدم في دمشق يعكس تصاعداً خطيراً للصراعات المعقدة بين الجهات المسلحة والسلطات الانتقالية. الحادثة الأخيرة جاءت نتيجة اشتباك بعد رفض مجموعة مسلحة الاندماج مع وزارة الدفاع رغم توقيع اتفاق بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقيادة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد). هذه التطورات تشير إلى ديناميكيات متشابكة للصراع في سوريا، خاصة بعد الاتفاقيات الأخيرة التي تغير مسار التحالفات والمواقف.

الصراع في دمشق وتأثير “سرايا بركان الفرات”

شهد الصراع في دمشق تصاعداً ملحوظاً نتيجة لتصادم مصالح القوى المسلحة، حيث لعبت “سرايا بركان الفرات” دوراً بارزاً برفضها سياسات الحكومة الانتقالية والتوافقات مع “قسد”. هذه المجموعة، التي تتكون بشكل أساسي من مقاتلين من المحافظات الشرقية، ركزت عملياتها ضد قسد وضد ما تسميه سياسات الحكومة المخالفة للشريعة الإسلامية. تفاقم الخلاف بشكل أكبر مع احتجاز أبو خولة، القيادي المرتبط بالمجموعة، مما أدى إلى تهديدات من السرايا بالتصعيد وإغلاقها لطريق دير الزور – دمشق.

تحليل استراتيجيات “سرايا بركان الفرات”

“سرايا بركان الفرات”، منذ تأسيسها في عام 2022، اتخذت استراتيجيات تعتمد على العمليات النوعية والمباغتة؛ مستغلة دعمها من مقاتلين ذوي خلفيات مختلفة، بما في ذلك بعض المقاتلين السابقين في “داعش”، ما جعل وجودها مثيراً للجدل. هذا المزيج من الأفراد منح السرايا فرصة لتنفيذ عمليات كبيرة مثل اغتيال قادة عسكريين بارزين في الحرس الثوري الإيراني، وأعطى بعداً إضافياً لتحركاتها بهدف تحقيق أهدافها الاستقلالية عن أي جهة عسكرية أو سياسية. هذا التنظيم يستفيد من حالة عدم الاستقرار في المحافظات الشرقية، والمشاعر المناوئة للقوى الأجنبية مثل قسد.

التوتر الأمني وتداعياته على مستقبل دمشق

التوتر الأخير يلقي بظلاله على مستقبل دمشق، خصوصاً في ظل تزايد التخوفات من انتشار المجموعات المسلحة في العاصمة ومحيطها. الحكومة الانتقالية تواجه تحدياً كبيراً لإعادة النظام والسيطرة، لا سيما مع تزايد الاحتكاكات مع الفصائل مثل “سرايا بركان الفرات”. هذه التوترات تعكس انقسامات أوسع تتعلق بأهداف واستراتيجيات المرحلة الانتقالية في سوريا، بدءاً من دمج الفصائل وحتى تشكيل الحكومة واختيار الوزراء. كما أن موقف السرايا الرافض لاتفاق الشرع-عبدي يعكس قلقاً كبيراً لدى هذه الفصائل، التي ترى أن الاتفاق يعزز القوة السياسية لقسد على حسابها.

في الختام، يبدو أن النزاعات القائمة، خاصة بين قوات السلطات الانتقالية وتنظيمات مثل “سرايا بركان الفرات”، ستستمر لفترة طويلة. هذه التوترات تعكس تعقيدات المشهد السوري وتداخل المصالح الإقليمية والمحلية، وتجعل احتمالات استقرار الأوضاع في دمشق ومحيطها أمراً غير مؤكد. التحديات القادمة تتطلب رؤية شاملة لتحقيق توافق وطني يشمل جميع الأطراف، من دون استثناء أي مكون سياسي أو اجتماعي في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top