عدّل البرلمان الإندونيسي الشهر الماضي قانونا يسمح للعسكريين في الخدمة الفعلية بالعمل في 14 مؤسسة حكومية – بدلا من 10 سابقا – بما في ذلك مكتب المدعي العام، وهو ما تقول جماعات حقوق الإنسان إنه قد يضعف الضوابط القانونية على الانتهاكات العسكرية. أثار القرار قلق النقاد من أن ثالث أكبر ديمقراطية في العالم قد تعود إلى أيام الديكتاتور سوهارتو الذي حكم إندونيسيا بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثة عقود. وقال حسين أحمد، نائب مدير منظمة إمبارسيال الحقوقية “لا تدرك الحكومة أن إندونيسيا تعاني من صدمة جماعية بسبب حكومة النظام الجديد الاستبدادية (سوهارتو)”. قبل الإطاحة بسوهارتو في احتجاجات قادها الطلاب عام 1998، كان برابوو قائدا لقوة النخبة لقمع الاضطرابات. ولا يزال متهما بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مزاعم بأنه أمر بخطف نشطاء في نهاية حكم سوهارتو – وهو ما أنكره برابوو ولم توجه إليه أي تهمة. ومنذ ذلك الحين، عمل على تحسين صورته، وانتخب العام الماضي على أمل أن يواصل سياسات سلفه جوكو ويدودو الذي يتمتع بشعبية واسعة. مع ذلك، في الأشهر الستة منذ توليه السلطة، عادت حياة برابوو السابقة كجنرال إلى الواجهة. أثارت خطوة إدارته لتوسيع دور الجيش في الحكومة دهشة حتى داخل النخبة السياسية الإندونيسية. بعد أن عيّن برابوو ممثلين حكوميين لبدء مناقشات القانون في البرلمان في شباط/فبراير، صرّح الرئيس السابق سوسيلو بامبانغ يودويونو بأن دخول العسكريين إلى المعترك السياسي كان “محظورا”. وقال في اجتماع “كان ذلك أحد المبادئ التي أصدرناها آنذاك… إذا أردت العمل السياسي، فاستقل”. ونفى المتحدث باسم الرئاسة حسن نصبي أن يعيد القانون الجديد إندونيسيا إلى عهد سوهارتو. وأكد لوكالة فرانس برس “هذا القانون في الواقع يحدّ من الدور… إلى 14 قطاعا تحتاج حقا إلى المهارات والخبرات المرتبطة بالتدريب (العسكري)”، مضيفا أن الانتقادات “غير دقيقة”. “إسكات” الصحافيين بعد تنصيبه في تشرين الاول/أكتوبر، استعرض برابوو حكومته بالزي العسكري في منتجع. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن وزير دفاعه – وهو أيضا جنرال سابق متهم بارتكاب انتهاكات في عهد سوهارتو – عن تشكيل 100 كتيبة لتطبيق أجندة الحكومة. كما واجه برابوو انتقادات في الأشهر الأخيرة لخفضه ميزانيات الحكومة، في ظل تفاقم تدهور اقتصاد إندونيسيا المتعثر نتيجة انخفاض قيمة الروبية وتقلبات الأسواق ردا على رسوم واشنطن الجمركية. ويزيد من حدة المخاوف، قاعدة تنظيمية جديدة صدرت الشهر الماضي تسمح للشرطة بمراقبة الصحافيين والباحثين الأجانب من القلق. ويمنح هذا الشرطة صلاحية منح رسالة تأذن بالعمل من “مواقع معينة” – مع أن متحدثا باسم الشرطة صرح لاحقا بأن الخطاب “ليس إلزاميا”. ويشير أندرياس هارسونو، من هيومن رايتس ووتش أن هذه القاعدة التنظيمية الجديدة قد تخيف صحافيين يقومون بتغطية مواضيع حساسة. وقال لفرانس برس “الصحافة دائما ما تترافق مع الديموقراطية”. وحذر “إذا قمعت الصحافة قمعت حرية التعبير وشلّت الديمقراطية”. وازدهرت الصحافة في إندونيسيا عقب الإطاحة بسوهارتو، لكن تحدث صحافيون محليون في الأسابيع الأخيرة عن مخاوف من بيئة ترهيب. الشهر الماضي، أُرسل رأس خنزير وستة جرذان مقطوعة الرؤوس إلى مجلة تيمبو التي تنشر مقالات تنتقد الحكومة. ونفى المتحدث باسم برابوو أي دور للحكومة في الحادث، وقال إن التحقيق جار. وتعرض الموقع الإلكتروني للمجلة إلى هجمات إلكترونية هذا الشهر بعد نشره تحقيقا في بعض شركات المقامرة في كمبوديا وعلاقاتها برجال أعمال وسياسيين إندونيسيين. وأكدت الصحافية فرانسيسكا كريستي روزانا، التي تعرضت للتشهير في الأسابيع الأخيرة، إن الرسالة وصلت بوضوح تام. وأشارت “لم يكن هذا الإرهاب يهدف إلى ترهيبنا فحسب، بل إلى إسكاتنا وإيقاف عملنا”. وتظاهر الآلاف في جميع أنحاء إندونيسيا الشهر الماضي احتجاجا على القانون الجديد، حاملين ملصقات تدعو الجيش إلى “العودة إلى الثكنات”. وقال برابوو إنه يحترم حق الشعب في الاحتجاج، واصفا غضب الجمهور من الدور المزدوج المحتمل للجيش في الحكومة بأنه “هراء”. وقال في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر إنه إذا كانت المظاهرات “تخلق فوضى واضطرابات، فهذا في رأيي ضد المصلحة الوطنية”. من جهته، رأى اندري يونس من كونتراس، وهي لجنة المفقودين وضحايا العنف، أن هذه المظاهرات “غيض من فيض”. وأضاف بأن “المدنيين سئموا من تدخل العسكر في شؤونهم المدنية”، محذرا من أن الطريق إلى نظام عسكري “مفتوح”. وتابع “نعتبر إقرار (القانون العسكري) محاولة لفتح باب المشاكل”.
مشاهدة قلق في اندونيسيا بسبب تزايد النفوذ العسكري
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ قلق في اندونيسيا بسبب تزايد النفوذ العسكري قد تم نشرة ومتواجد على فرانس 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، قلق في اندونيسيا بسبب تزايد النفوذ العسكري.
في الموقع ايضا :